9‏/9‏/2013

معاني كلمة تبارك في القرآن الكريم

تكرار كلمة " تبارك " كثيراً في القرآن الكريم:
هذه السورة تبدأ بقوله تعالى:
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3) ﴾
( سورة الفرقان )
كلمة تبارك تأتي كثيراً في القرآن الكريم:
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (1) ﴾
( سورة الملك)
وقال أيضاً:
﴿ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(85)﴾
( سورة الزخرف )
وقال:
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ (1) ﴾
( سورة الفرقان )
المعاني المتعددة لكلمة " تبارك:
وكلمة مبارك، وتباركنا، هذه نستخدمها نحن كثيراً في علاقاتنا الاجتماعيَّة، فماذا تعني كلمة تبارك ؟ بعضهم قال: تبارك تعني تقدَّس، وتقدَّس وتبارك بمعنى واحد، كلمتان تُستعملان للتعظيم، وبعضهم قال: تبارك من البركة، والبركة الكثرة من كل خير، بيتٌ مبارك أيْ كثير الخير، إنسان مبارك أيْ كثير الخير، امرأة مباركة أيْ كثيرة العطاء لزوجها، شهرٌ مبارك، سنةٌ مباركة أيْ كثيرة الأمطار، فمعنى المبارك أي الكثير من كل خير، هذا المعنى الثاني.
وإذا قلنا تبارك بمعنى تعالى:
﴿ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54) ﴾
( سورة الأعراف )
أي تعالى عن أن يشبهه شيء، تعالى عن أن يكون له شريكٌ في المُلك، تعالى أن يتصف بصفات المخلوق، تبارك وتعالى، أيضاً تبارك عطاؤه بمعنى زاد وكَثُر.
هناك معنى جديد، تبارك العطاء أيْ زاد وكثر، وهناك معنىً آخر دام وثبت، هنا بيت القصيد، العطاء الذي ينقضي في وقتٍ ما ولو بعد مئة عام لا يُسَمَّى عطاء مبارك، مهما أوتيت من الدنيا فلا بدَّ من تركها، كل مخلوقٍ يموت، ولا يبقى إلا ذو العزَّة والجبروت. 
الليل مهمـا طال فلابدَّ من طلـوع الفجر
والعمر مهما طال فلابدَّ من نزول القبـر
* * *
(( عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ))
[ أخرجه الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رئيك يساعدنا علي النشر