12‏/9‏/2013

قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ

موقف يوسف : إظهار البراءة ثم الخروج :
 هاتوا لي سجيناً واحداً يمضي في السجن سبع سنين، ثم يأتي أمر الإفراج عنه، ويرفض أن يخرج من السجن حتى تظهر براءته، لأنه دخله مظلوماً، مضطهداً، فإذا خرج من السجن كانت حريته أغلى من سمعته، لكن سمعته وطهارته وبراءته وعفافه وإخلاصه أغلى عنده من حريته، لذلك رفض أن يخرج حتى يتأكد الملك من براءته، قال تعالى :
قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
﴿ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ﴾
( سورة يوسف )
 أي إلى سيدك، هل يقول له: إنّ امرأة العزيز هي التي راودتني عن نفسي، لا زالت في مكانها، ولازالت قوية، هل يقول له: إن امرأة العزيز هي التي راودتني عن نفسي، عندئذ يفتضح أمر زوجها، وهو الذي أكرمه، وأحسن مثواه .
بلاغة يوسف وحسن اختياره العبارة :
 دققوا أيها الإخوة في العبارة التي قالها هذا النبي الكريم، قال تعالى :
﴿ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ ﴾
( سورة يوسف )
 لو أن هذا النبي الكريم قال: ارجع إلى ربك فأبلغه أني بريء، ليس في هذا الكلام إثارة، لو أن هذا النبي الكريم أعلم الملك بالقصة، ارجع إليه، فقل: القصة كذا وكذا، الملك قد يصدقها وقد لا يصدقها، قد يقول: ما من سجين إلا وهو يظن أنه بريء، لو أن هذا النبي الكريم تلا على هذا الرسول قصته، وأوكله أن يبلغها للملك، ما كان بهذا الكلام بليغاً ولا حكيماً، لو أنه أعلمه مجمل البراءة، فاسأله، وجّه له سؤالاً، لو قال: ما شأن امرأة العزيز؟ لقد فضح سيده، وأحرجها فأخرجها عن طورها، قال تعالى :
﴿ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ﴾
( سورة يوسف )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رئيك يساعدنا علي النشر